وزعت روسيا على مجلس الأمن الدولي مسودة قرار بشأن جورجيا. من جهة أخرى يعقد البرلمان الروسي جلسة طارئة لحث الحكومة الروسية على الاعتراف باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
وأكد الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي سفير بلجيكا يان غرولز أن روسيا قدمت الى المجلس مشروع قرار بشأن جورجيا يعتمد خطة للسلام من ستة بنود وافقت عليها روسيا وجورجيا بالفعل.
من جهته قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إنه يأمل في "رد فعل إيجابي" على المسودة من الأعضاء الآخرين في المجلس الذي يضم 15 عضوا.
وتذكر المسودة الروسية أن مجلس الأمن يؤيد البنود الستة التي أيدها أساسا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مسودة قدمتها باريس، ودعت روسيا "الأطراف المعنية الى تنفيذ الخطة المذكورة آنفا بإخلاص".
من ناحيته قال أليخاندرو وولف نائب السفير الأميركي إن المسودة الروسية "قصد بها أن تكون إقرارا لتفسير للخطة لا نتفق معه".
وتأتي الخطوة الروسية بعد أن وزعت فرنسا الثلاثاء مشروع قرار مقتضبا يطالب بانسحاب روسيا من الأراضي الجورجية. وكان السفير الروسي لفت إلى أن بلاده لا تؤيد المسودة الفرنسية ولم يجر التصويت عليها.
لكن جانبيير لاكروا نائب السفير الفرنسي قال إن المسودة الفرنسية مازالت مطروحة على الطاولة، وإن فرنسا مازالت تدعم خطة السلام المكونة من ستة بنود لكن هناك عدة قضايا تتعلق بها تحتاج الى توضيح، بما في ذلك طلب روسي من أجل "إجراءات أمنية إضافية".
دعوات استقلال
وفي موسكو قالت وسائل إعلام روسية إن المشرعين الروس سيعقدون جلسة طارئة الأسبوع القادم لحث الكرملين على الاعتراف باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المواليين لموسكو.
لكن قرارات يصدرها مجلسا البرلمان الروسي المقرر انعقادهما في 25 أغسطس/ آب لمناقشة مستقبل الإقليمين غير ملزمة قانونا للكرملين.
وقال رئيس الغرفة العليا بالبرلمان سيرجي ميرونوف -وهو حليف وثيق لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين- إن المجلس سينظر في الاعتراف بهما "إذا كانت هذه هي إرادة شعبي هاتين الجمهوريتين وقرار رئيس روسيا".
وكثفت أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا -المعترف بهما دوليا جزئين من جورجيا- سعيهما للاستقلال منذ طردت القوات الروسية القوات الجورجية التي سيطرت لفترة وجيزة على جيوب في أوسيتيا الجنوبية.
وفي تصعيد للضغوط أصدر برلمان أبخازيا المعلن من جانب واحد الأربعاء طلبا جديدا للحصول على اعتراف روسيا باستقلال المنطقة ودعا إلى اقامة قاعدة عسكرية روسية دائمة فيها.
ودعي سكان تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية إلى التجمع ظهر الخميس "تأييدا للاستقلال"، حسب رسالة بثت أمس في المدينة.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن سيارة للشرطة مزودة بمكبر للصوت جابت المدينة بعد ظهر الأربعاء مكررة هذه الدعوة للتجمع في ساحة المسرح.
ولدى سؤالهم، أبدى معظم العابرين في شوارع تسخينفالي تأييدهم للاستقلال، رافضين أي شكل من أشكال العودة إلى حظيرة جورجيا.
في المقابل شدد الرئيس الأميركي جورج بوش على أن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا هما "جزء من جورجيا" وأن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها "لضمان استقلال جورجيا ووحدة أراضيها".
وقال بوش أمام مجموعة من المحاربين القدامى إن على روسيا سحب قواتها من جورجيا، و"على العالم أن يقف الى جانب الحرية" في الجمهورية السوفياتية السابقة.
وحذر الرئيس الأميركي من أن "الغرب لا يمكنه أن يجلس مكتوف الأيدي بينما تتعرض الإصلاحات الحديثة العهد في جورجيا للحصار" من قبل روسيا.
في سياق آخر أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن تركيا وافقت على قيام سفينتين حربيتين أميركيتين بعبور البحر الأسود لنقل مساعدات إنسانية إلى جورجيا.
من جهة أخرى أفادت استطلاعات للرأي نشرت الأربعاء في موسكو بأن التدخل العسكري الروسي في جورجيا الذي تؤيده غالبية الشعب الروسي زادت من شعبية