المنتدى العام لشباب ديروط
اهلا بك في منتديات شباب ديروط هذه الرساله تفيد انك غير مسجل الرجاء التسجل لكي تستطيع المشاركه في المنتدي
المنتدى العام لشباب ديروط
اهلا بك في منتديات شباب ديروط هذه الرساله تفيد انك غير مسجل الرجاء التسجل لكي تستطيع المشاركه في المنتدي
المنتدى العام لشباب ديروط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zu warriour
عضو مميز
عضو مميز



ذكر
عدد الرسائل : 14
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 31/07/2008

الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث   الفصل الثالث Icon_minitimeالجمعة أغسطس 01, 2008 2:44 am

عشرة قصص رعب من طراز خاص
بقلم
إسلام مصباح
علاء مصباح
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
ثلاثـ(3)ــة
كنَّ ثلاثة دائماً، ثلاث فتيات مترابطات، ثلاث زهرات جميلات، محط غيرة جميع الفتيات في الغرف والطوابق الأخرى، دائماً هنّ معاً.. في الغرفة.. في الجامعة.. في كل مكان..

جمعتهن أشياء عديدة: ظروف واحدة، غرفة واحدة في المدينة الجامعية، دراسة واحدة..


في الصباح راهبات علم يطاردن الأستاذة، ويبحثن عن المحاضرات كما يبحث جامع العسل عنه في خلايا النحل، في الظهيرة نائمات كمن لدغتهن ذبابة النوم، في المساء يتذاكرن المواد العقيمة بنفس مرحة، وفي الليل حالمات، كل منهن تحكي عن فارس أحلامها، عن حبيبها المنتظر، عن نشأتها ومغامراتها الطفولية، عن ذلك الصبي الذي كان يظن نفسه وسيماً، وظل يطاردها لعاميين متتاليين على أمل أن يظفر منها بابتسامة واحدة.

كنَّ سعيدات، وأخذن من الحرية التي اكتسبنها من بُعدهن عن أهلهن الكثير من الخبرات..

"نهلة"، و"مديحة"، و"عفاف".. ثلاثة أسماء كتبتها كل واحدة منهن على كل ورقة تمتلكها، وفي كل مذكرة، وعلى كل مرآة، وعلى كل حائط، وعلى كل صورة، وفي كل مكان...

وفي ذلك اليوم غادرت "عفاف" المسكن؛ لتقضي وسط أهلها يوماً أو اثنين، ليس بدافع الشوق فعلاً؛ بل لأن ما معها من مال قد أوشك على النفاد.

وانتظرت "نهلة" و"مديحة" عودة "عفاف" بفارغ الصبر، وقد التمستا وجودها في كل ورقة وكل صورة وكل مكان...

ولكن مر أسبوع كامل، ولم تعد "عفاف".. بالطبع سيطر القلق على كل من "مديحة" و"نهلة"، وكان لا بد من رد فعل حازم.

في الصباح أجرت "نهلة" اتصالاً بعائلة "عفاف"، وبعد عدة محاولات استطاعت أن تظفر برنين أثلج صدرها، ورد على الجانب الآخر والد "عفاف"؛ ليطمئنها، ويخبرها أن "عفاف" تمر بوعكة صحية عابرة نتيجة السفر الطويل، وعندما تتحسن حالتها، فإنها ستعود إليهما بالتأكيد.

ومر أسبوع آخر، ولم تأتِ "عفاف"، ومرة أخرى تجري "نهلة" اتصالاً؛ للاطمئنان على زميلتها وصديقتها الغالية.

وعلى الجانب الآخر يرد صوت والد "عفاف"، وإن بدا حزيناً ملتاعاً هذه المرة، وبعد بعض "اللف والدوران" صارحها بعبارة واحدة جعلت السماعة تسقط من يد "نهلة":
- "عفاف"...... "عفاف" تعيشي إنتي!

وقضت الفتاتان ليلتهما باكيتان، الصدمة كانت ساحقة عليهما، حتى أن "نهلة" صرحت ببعض العبارات التي تدخل في باب التكذيب، ولكن "مديحة" نجحت في أن تهدئ صديقتها، وقبيل الفجر بدقائق غشي النوم أعينهما، وإن ظل السؤال يجوب الغرفة معلقاً بلا إجابة: كيف.. كيف ماتت تلك الفتاة الممتلئة بالقوة والحيوية؟!.. ستعرفان بالتأكيد عندما تذهبان لتأدية واجب العزاء!

وعندما انتصف النهار، تعالت طرقات هادئة على باب الغرفة، وبخطوات كسيحة قامت "مديحة" لتفتح الباب، ووقفت لثوانٍ مندهشة، قبل أن تلقي بنفسها بين ذراعي "عفاف"، وهي تهتف لتوقظ "نهلة".


بعد الكثير من الدموع، وعلامات الدهشة منصبّة على وجه "عفاف"، أخبراها بما قاله والد "عفاف"، وهنا أبدت "عفاف" الكثير من الاندهاش، فلم يمت أحد من عائلتها، وبالتأكيد هنالك خطأ ما.. وربما مارس معهما والد "عفاف" إحدى دعاباته السخيفة..

ولم تشغل أي من "نهلة" أو "مديحة" نفسها بأي تساؤل، يكفي عودة التوأم الثالث إلى الغرفة، بل عودة الجزء المفقود من روحيهما.

***

عادت السعادة مرة أخرى مع عودة "عفاف"، وانتظمت الأيام مرة أخرى كعهدها الرتيب المريح..

ولكن "نهلة" لاحظت تغيرات طفيفة في سلوك "عفاف"، بدأت ترتدي البنطال الطويل الخاص بـ"مديحة" وهي لم تكن تطيقه، ولم تعد ترتدي تنورتها مطلقاً، حتى أنها لم تعد ترتدي ثياب النوم، بل تظل مرتدية البنطال غير المريح للنوم على الإطلاق، ولا تخلع خفيها أبداً إلا تحت غطاء السرير، حتى عند ذلك تظل مرتدية جورباً سميكا لا يصلح للنوم أبداً في مثل هذا الطقس الرطب الحار.

"عفاف" أخبرتهما أنها تعاني من حساسية مفرطة جعلت لقدميها شكلاً لا يجب لأحد أن يراه، حتى صديقتيها المفضلتين!

ولكن ذلك التفسير لم يرق لـ"نهلة" أو لـ"مديحة"، فتغيرات السلوك بالنسبة للنساء تُقابَل دائما بالشك، حتى من قبل النساء الأخريات.

وصمَّما أن يعرفا السر، ولكن دون أن يخسرا بذلك صديقتهما "عفاف".

وقبيل الفجر بدقائق في ذلك اليوم، هبت كل من "نهلة" و"مديحة"، ولم يشعلا النور خوفاً من أن يوقظا "عفاف"، ولكن "مديحة" جلبت شمعة صغيرة وأشعلتها في حرص، وبهدوء أزاحا الغطاء عن قدمي "عفاف".

تحسست "مديحة" قدم "عفاف"، قبل أن تقول بصوت مندهش: "هذا غريب!"..

أشارت إليها "نهلة" بالصمت، وأمرتها بإشارة حازمة أن تخلع جورب "عفاف"، ونفذت "مديحة" الأمر بكثير من الاشمئزاز قبل أن ترمي بالجورب، وهي تكوّر أنفها من الرائحة العفنة التي تصاعدت على الفور.

و بهدوء قربت "نهلة" الشمعة لترى على ضوئها ما ألمّ بقدم صديقتها الأثيرة، ولكن ما رأته جعل الشمعة تسقط من يدها، وهي تشارك "مديحة" الصراخ بأقصى طاقتها..

لم تكن تلك قدم "عفاف بالتأكيد"، بل لم تكن قدماً بشرية بالمرة..

وعلى الرغم من النيران التي انتشرت من شعلة الشمعة لتتوغل وتأكل أثاث الغرفة، وعلى الرغم من اختفاء "عفاف" وإلى الأبد هذه المرة، لم تتحرك إحداهما قيد أنملة، ولم تكفا عن الصراخ.
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العام لشباب ديروط :: قسم المنوعات الادبية :: منتدى الاعمال الادبية-
انتقل الى: